إليك الخطة العملية للترقية في السلم الوظيفي

1929

جميعنا نرغب بتحقيق تقدم في أماكن عملنا والترقي في السلم الوظيفي، وذلك للحصول على مكانة أكبر وصلاحيات وامتيازات أوسع، وبالتأكيد زيادة الدخل الذي نحصل عليه من العمل.

لكن الواقع كثيراً ما يسير بعكس تلك الرغبات، ويجد العديد من الموظفين أنفسهم غير قادرين على تحقيق أي خطوة للأمام في وظائفهم، بل يجدون أنفسهم عالقين في أماكنهم دون أي قدرة على التقدم ولو خطوة للأمام.

الطريقة المعتادة للكثير ممن يعانون عدم القدرة على التطور في العمل هو رمي اللوم على الظروف والعمل بحد ذاته والمؤسسة التي يعملون بها وغير ذلك، ويتجاهلون أن شخصية العامل نفسه كثيراً ما تعيق تقدمه في العمل!

نعم فكثيراً ما يبذل موظف جهداً يعتقد أنه كاف ليتقدم في عمله ويتوقع أنه يقدم ما هو مطلوب منه في العمل، بدون أن يعلم أنه يبرز تصرفات وأساليب تشكل عائقاً في وجه تحقيق أي تقدم في مجال عمله.

لمن يرغب في تحسين فرصه تابع قراءة هذه السطور، ولا تنسى أن تفكر بشكل مختلف أيضًا، فلربما قررت ان تترك كل شيء وتطرد مديرك ثم تباشر العمل الخاص.

ما هي السلوكيات التي تعيق تقدمك في العمل؟

أجريت العديد من الدراسات في عالم الأعمال حول السلوكيات والمشاكل، التي تمنع تقدم الموظف في بيئة العمل، إلا أن أبرز خمسة محاور انحسرت فيما يلي

أن تكون قاسيًا على الناس في العمل

  • التطلب والاستحقاق

الكثير من الموظفين يمتلك ثقة كبيرة من أنه يستحق تقديراً أو ترقية معينة جراء ما يقدمه من جهود، ويعتقد أن التصرف بهذه الطريقة ليس مؤثراً على الانطباع الذي يتركه في مجال العمل، لكن الواقع أن ذلك ليس صحيحاً بالمرة.

الاستحقاق والتطلب هو من السلوكيات التي لا تريد إظهارها في مكان عملك، حيث أكدت دراسة بحثية أن الاستحقاق يرتبط مع التصرفات السلبية في مكان العمل خصوصاً حين لا يحصل الموظف على ما يعتقد أنه يستحقه، دون أن يدرك أن رؤسائه في العمل لا يدينون له بأي شيء، وأن الأسلوب الأفضل للحصول على الترقية هو العمل بجد دون التصريح بتوقعات مسبقة، وأنك قد تم توظيفك لاستثمار قدراتك ومهاراتك والتطلب المستمر لن يجعلك تتقدم أي خطوة للأمام.

على العكس فإن السلوك الدبلوماسي والمتفهم غالباً ما يكون له الدور الأساسي بجانب الجهد في العمل لحصول الموظفين على الترقيات والتقدم في السلم الوظيفي.

  • التملص من أي عمل إضافي

هناك نوعان من الموظفين في أماكن العمل، الذين “يستطيعون” والذين “لا يستطيعون” والمقصود هنا الذين يتعاملون مع الأعمال الإضافية وتطوير العمل نحو الأفضل عبر زيادة الجهد والوقت المخصص للعمل.

إذا كنت تقدم دائماً حججاً للتملص من أي عمل إضافي فأنت ببساطة تقدم لمديرك أو رئيسك سبباً منطقياً وواضحاً لعدم وضع ترقيتك في الحسبان، فأنت بسلوكك المتهرب أظهرت بشكل واضح عدم قدرتك أو رغبتك في تطوير نفسك والعمل وتحمل مسؤوليات أكبر داخل المؤسسة التي تعمل فيها.

هذا السلوك يضع حدوداً لك وللآخرين داخل مكان العمل ويقضي على فرصك في التقدم، عوضاً عن ذلك حاول توفير الوقت دائماً للمبادرة وتطوير العمل والقيام ببعض العمل الإضافي والمساعدة في مشروعات المؤسسة المختلفة، فكل تلك الجهود لن تضيع بل وستزيد فرصك في الحصول على الترقية لما تتركه من صدى إيجابي لدى رؤسائك في العمل.

  • الشائعات

كثيراً ما تدور الأحاديث داخل أماكن العمل بين الموظفين عن بعضهم البعض، ومشاركتك في هذا السلوك سوف لن يحقق أي إيجابيات لك أو لعملك، بل سيخلق حساسيات وصراعات بين الموظفين داخل العمل.

الشائعات وتناقلها على ألسنة الموظفين في مؤسسة ما سوف تحدث ضرراً كبيراً للتعاون والتناغم بين الموظفين في تأدية أعمالهم والموظف الأكثر إثارة للشائعات سوف يكون آخر الخيارات عند رغبة المدير في ترقية أحد موظفيه.

إذا أردت أن تتحدث عن زملائك فاستعمل كلمات إيجابية لتقديرهم وبث الروح الإيجابية في العمل، وشارك أخبارهم المبهجة مع باقي الزملاء في مكان عملك مثل زواج أحدهم أو إتمامه لعمل ما أو ابتكاره لحل لمشكلة ما ضمن العمل.

  • فقدان روح المبادرة

أسوء صفة قد تظهرها في مكان عملك هي افتقادك لروح المبادرة، وعدم قدرتك على دفع نفسك لتقديم عمل أكثر وأفضل حين تتطلب ظروف العمل ذلك، فالموظف الذي يقوم بالحد الأدنى المطلوب منه يضع نفسه خارج أي حسابات للترقية وتطوير العمل.

المدراء والتنفيذيون غالباً لا يميلون لترقية الموظفين المهووسين بالعمل بشكل مرضي، لكنهم بالتأكيد يتجاهلون أولئك الذين يقدمون الحد الأدنى من الجهد في العمل.

عليك أن تعتاد على إجبار نفسك على المزيد من العمل والجهد من فترة لأخرى وبشكل منتظم بحيث تظهر قدرتك على التطور وزيادة الجهد دون أن ترهق نفسك نفسياً وجسدياً وتزيد فرص تقدمك في السلم الوظيفي في نفس الوقت.

  • الخوف من تحمل المسؤولية

أثناء عملك لا بد أن تواجهك بعض الأخطاء والمشاكل التي قد تكون أنت وبعض زملائك سبباً في حصولها، الإجراء الأفضل في هذه الحالات هو تحمل المسؤولية وتصحيح الخطأ دون رمي اللوم على الآخرين.

فالموظف الذي يلقي تبعات كل المشاكل على زملائه الآخرين يظهر دون علمه أنه غير قابل لتحمل المسؤولية وتبعات قراراته في حال تسلم منصباً أعلى، في حين أن تحمل المسؤولية يظهر قدرتك على القيادة وتحمل تبعات أعمالك في حال نلت مسؤولية أكبر ضمن وظيفتك.

للنساء بعض الإجراءات الخاصة!

للنساء بعض الإجراءات الخاصة!

النصائح الخاصة تنطبق على الموظفين من الجنسين بالتأكيد، لكن الطبيعة الخاصة للمرأة الموظفة تتطلب منها بعض الإجراءات التي تجعلها تتأكد من أنها لا تعيق نفسها وظيفياً.

أهم تلك الإجراءات تتلخص في عدم الاعتماد على الجهد في العمل فقط بل كذلك البحث عن الفرص والأشخاص الأفضل للتعاون معهم ضمن أماكن العمل لتحقيق التطور في الخبرة والترقي في السلم الوظيفي.

كذلك الكثير من النساء يعتبرن أن الصمت وعدم إبداء الآراء الشخصية في مكان العمل هو سلوك مصاحب للأدب، لكن ذلك ليس صحيحاً بالمجمل، فكثيراً ما يفهم صمت المرأة ضمن مكان العمل على أنه رضا تام بوضعها الوظيفي الحالي وهو ما يعيق تقدمها كثيراً، لذلك على النساء المشاركة في النقاشات ضمن العمل وإظهار مواقفهن بطريقة صريحة ولبقة في نفس الوقت، وهو ما يظهر إمكانيتهن للقيادة وتحمل المسؤولية.

DES-152_AL_AR_GlobalGas_VPR_970x90

الكثير من النساء يرتكبن خطئاً كبيراً عبر محاولة التفوق على زميلاتهن النساء في العمل لزيادة فرصهن في التقدم دون مراعاة طموحات زميلاتهن، وتلك الإستراتيجية خاطئة تماماً، فالمرأة عليها التركيز على التعاون مع زميلاتها لتحقيق التكامل في العمل وذلك يساعد أيضاً في تعزيز دورها داخل العمل وفرصها في القيادة والحصول على أدوار أهم في المؤسسة التي تعمل بها.

الاستسلام بعد الفشل عامل يعيق الكثير من النساء من التقدم في عملهن خصوصاً حين يتلقين بعض الانتقادات جراء فشلهن في أداء عمل ما أو اتخاذ قرار غير ناجح، التعامل بحزم وروية مع هذه التجارب يحقق فائدة كبيرة للمرأة ضمن عملها ويظهر قدرتها على القيادة وتحمل تبعاتها.

التفكير السليم والسلوكيات الصحيحة ضمن مكان العمل هو الأساس المتين الذي تضع عليه كل جهودك تدريجياً حتى تحقق التقدم المنشود ضمن مكان عملك، والنجاح الذي دخلت العمل لأجله.

Previous articleجمعة سوداء أم بيضاء؟ جهز محفظتك للتخفيضات!
Next articleماهي الأسهم التي يجب شرائها في ولاية دونالد ترامب؟