أعلن وزير التجارة والصناعة الروسي دينيس مانتوروف عن إبرام بلاده لصفقة بيع دبابات T90MS مع أحد دول منطقة الشرق الأوسط، دون أن يفصح عن اسم الدولة التي ستحصل على الدبابات.
وتعتبر دبابات T90MS من أحدث الدبابات الحربية التي أنتجتها روسيا في السنوات الأخيرة، وتصدرت أخبارها ونماذجها معرض IDEX 2017 للصناعات العسكرية والذي جرى في مدينة أبو ظبي في الإمارات العربية المتحدة، حيث أعلن الوزير مانتوروف عن الصفقة.
المرة الأولى التي أعلن فيها عن دبابة T90MS كان في عام 2011 حيث أطلقت هذه الدبابات ليتم استعمالها من قبل الجيش الروسي، وكذلك للتصدير لدول خارجية مثل الهند، التي وقعت عقداً مع روسيا في نهاية 2016 لشراء 464 دبابة من هذا الطراز.
يتألف طاقم الدبابة الروسية من ثلاثة أشخاص، وهي مزودة بمدفع من عيار 125 مليمتر ورشاش آلي مضاد للطيران من عيار 6.62 مليمتر، وتعتبر نموذجاً مطوراً عن دبابة T90S التي كانت تستعمل من قبل الجيش الروسي في عملياته البرية.
الدور الروسي السلبي في المنطقة متمثلاً بشكل رئيسي في التدخل العسكري في سوريا، أعطى فرصة لموسكو لتجريب واختبار العديد من المنتجات العسكرية والتقنيات المتطورة التي لم تكن روسيا قد اختبرتها على الأرض من قبل.
هل دبابة روسيا مجرد صفقة؟
السياسة الروسية في بيع المنتجات العسكرية لدول منطقة الشرق الأوسط ليست جديدة، فهي مزود هام للصناعات العسكرية للعديد من دول الشرق الأوسط منذ سنوات طويلة، لكن عدم إفصاح روسيا عن الدولة الموقعة للصفقة جدد المخاوف من الدور الروسي السلبي في المنطقة، خصوصاً بعد التدخل العسكري في سوريا.
بالإضافة إلى التدخل العسكري فإن روسيا قامت بتجربة النماذج الأولية من هذه الدبابات في المعارك في سوريا، ورغم أن أحد جنرالات الجيش الروسي لم يسم الدول التي خضعت للتجارب، إلا أن العديد من التقارير الصحفية تؤكد أن هذه الدبابة تم تجربتها في سوريا، وهذه التجارب تزيد من استياء الدول العربية من الدور الروسي السلبي في الشرق الأوسط.
بحسب أحد الجنرالات في الجيش الروسي فإن دبابة T90MS مازالت في طور الإنتاج المنخفض، لكنه أكد أن منشآت الإنتاج مستعدة في أي وقت لزيادة الإنتاج بشكل متسارع، وهو ما يشير إلى السياسة الروسية الجديدة في مجال تصدير المنتجات العسكرية.
إذ لطالما كان ضعف الدعم التقني وخدمات الصيانة واحداً من أبرز السلبيات التي تتصف بها الصادرات العسكرية الروسية، لكن تصريحات المسؤولين العسكريين الروس تطرقت إلى هذا التفصيل بشكل مباشر، حيث أكدوا أنهم سيزودون عملائهم بخدمات صيانة مستمرة بشكل دائم.
كذلك أكد الجنرال أليكس ماسلوف في تصريحات صحفية لوكالة تاس الروسية أن بلاده تدرس إرسال وحدات صيانة متحركة تستطيع مرافقة الدبابات إلى ميدان العمليات، وكذلك مركبات للفحص وتقييم أوضاع الدبابات في أرض المعركة، مؤكداً أن روسيا تطور مجال الصيانة العسكرية سواء في المنشآت الثابتة أو في الميدان.
السلاح الروسي قادم
يبدو أن الدبابة الروسية الجديدة تحقق النجاح المرجو منها حتى الآن بالنسبة للدولة الروسية، إذ بعد توقيع عقود البيع مع الهند والدولة الشرق أوسطية التي رفض الوزير الروسي تسميتها، يبدو أن هناك المزيد من عقود البيع على الطريق.
فأحد المسؤولين الكبار في مجال الخدمات العسكرية والتكنولوجية في الحكومة الروسية تحدث عن عدة عقود بيع محتملة لدول في الشرق الأوسط، وهو ما دفع بمصادر صحفية للتساؤل حول ما إذا كانت إيران من بين هذه الدول، فخطوة مثل تلك سوف تزيد نقمة المجتمع الدولي على الدور الروسي السلبي في مناطق مختلفة من العالم. وقد تدخل الاستراتيجية الأمريكية في مواجهة مع الدب الروسي.
التدخل العسكري في سوريا ليس فقط مقتصراً على روسيا، إذن أن إيران كانت من أوائل الدول التي ارسلت مقاتلين بغطاء مذهبي إلى سوريا لتحقيق أهداف سياسية وعسكرية خاصة بها، وصفقة بيع دبابة T90MS لا تبدو في مصلحة روسيا في الوقت الحالي رغم ما قد تحققه من أرباح إلا أنها ستزيد الضغط الذي تتعرض له جراء الدور السلبي الذي تلعبه في سوريا والمنطقة.
الأشهر القادمة ستشهد الكشف عن الدولة التي اشترت دبابات T90MS وقد تشهد بالفعل توقيع عقود جديدة مع دول في المنطقة لشراء الدبابات، إلا أن الوقت مازال باكراً للتنبؤ بالنتائج التي ستترتب على هذه العقود والصفقات.