بعد 100 يوم من انتخابه رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية، ألقى الرئيس دونالد ترامب خطاباً للأمة الأمريكية بمناسبة مرور 100 يوم على بداية عهده الرئاسي استعرض فيها الإنجازات والإجراءات التي اتخذها في تلك الفترة.
حين وصل ترامب إلى الحديث عن التغيير في سياسة أمريكا الخارجية في الشرق الأوسط، تحدث عن زيادة الجهود الأمريكية للقضاء على تنظيم داعش في سوريا والعراق، كما تحدث عن قضية الهجرة التي اعتبر أنه حقق فيها إنجازاً نوعياً لصالح الولايات المتحدة.
الإنجاز بحسب ترامب يتمثل في القرار التنفيذي حول حظر السفر إلى الولايات المتحدة لمواطني 7 دول في الشرق الأوسط جميعها ذات غالبية مسلمة، خصوصاً أنه كان قد سبق وتوعد أثناء حملته الانتخابية بمنع المسلمين من دخول أمريكا، ورغم الضجة الكبيرة والاحتجاجات الكبرى في أمريكا ضد القرار إلا أن ترامب اعتبر أن قراراه يصب في مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية.
بعيداً عن خطاب ترامب فإن الشرق الأوسط يبدو في وضع مختلف تماماً عن الوعود الانتخابية أو الصورة التي يحاول ترامب إظهارها في خطابه الخاص بالمائة يوم، حيث عبر خبراء سياسيون عن رؤيتهم في أن ترامب قد أجج بعض المشاكل في الشرق الأوسط عوضاً عن محاولة حلها.
سوريا ومصر وإيران، كيف تصرف ترامب؟
على عكس وعوده السابق بمحاولة عدم التدخل في القضية السورية التي تعتبر من أكثر القضايا إلحاحاً في الشرق الأوسط، فإن ترامب لم يقم بجهود لتخفيف التدخل الأمريكي المباشر في سوريا والذي يتم عبر مستشارين عسكريين لدعم بعض الفصائل الكردية شمال سوريا، بل وأصدر أمراً لتنفيذ هجوم ضد مطار عسكري في سوريا، على خلفية الهجوم الكيماوي الذي تم ضد مدنيين في مدينة خان شيخون بمحافظة إدلب.
كما يرى بعض الخبراء أن التقلب الشديد في مواقف ترامب قد يعني تدخلات أخرى قد تكون أكثر حدة في سوريا، أو ربما العكس تماماً في عدم التدخل بأي شكل بعد تنفيذ تلك الضربة، خصوصاً أنه سياسته بالنسبة للقضية السورية مازالت متأرجحة وغير واضحة بعد مرور 100 يوم على تسمله منصب الرئاسة، فهو يوماً يتحدث عن تغيير عسكري للنظام، وفي اليوم التالي يتحدث عن انتقال سلمي للسلطة!
أما إيران والتي لا يخفى على أحد العلاقة المتوترة بينها وبين أمريكا منذ فترة طويلة، فكانت ولا زالت محوراً أساسياً في السياسة الخارجية لترامب حيث كرر في حملاته الانتخابية حديثه عن إلغاء الاتفاق النووي الإيراني والذي وصفه بـ “الكارثي” واستمر بعد انتخابه في الحديث عن ضرورة إيجاد ثغرات في الاتفاق تسمح بإلغائه ونسفه تمامًا.
سياسة ترامب الحالية تجاه إيران ستؤثر بشكل كبير على انتخاباتها الرئاسية المقبلة، وقد تقدم دفعاً كبيراً للمرشحين الأكثر تشدداً لمواجهة الخطاب المتشدد من قبل ترامب تجاه إيران، وهو ما قد يعقد الأوضاع في الشرق الأوسط أكثر، خصوصاً مع الانخراط الإيراني المباشر في قضايا سوريا واليمن.
العلاقة الإيرانية الروسية سيكون لها تأثير كذلك على تصرف إيران تجاه إدارة ترامب، ففوز مرشح مستعد للتعاون بشكل كبير مع روسيا سيعني المزيد من العقوبات الجديدة ضد إيران، لكنه سيعني في نفس الوقت أن إيران ستوثق علاقتها من جديد بروسيا وبعض الدول الأوروبية للتخفيف من آثار العقوبات الأمريكية المتوقعة في عهد ترامب الحالي.
مصر، استعادة الحليف
فيما يتعلق بالعلاقة مع مصر والتي كانت تعتبر أبرز حلفاء أمريكا في الشرق الأوسط خصوصاً في عهد الرئيس السابق حسني مبارك، نجد أن ترامب حاول إنهاء البرود الذي أصاب العلاقة الأمريكية المصرية في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، حيث زار الرئيس المصري أمريكا للمرة الأولى واجتمع بالرئيس ترامب.
الزيارة أسفرت عن حادثة هامة تمت بوصاية من ترامب وهي الإفراج عن آية حجازي المواطنة المصرية الأمريكية والتي كانت اعتقلت منذ ثلاث أعوام، وفجرت تلك الحادثة العديد من الانتقادات للرئيس ترامب فيما يتعلق بقضية حقوق الإنسان في مصر، والذي يبدو أن ترامب لا يعيرها الكثير من الاهتمام بقدر ما يعنيه قضية المصلحة المتبادلة والمشتركة بين مصر وأمريكا.
بحسب العديد من الناشطين المدنيين في أمريكا فإن ترامب سيبني علاقته الجديدة مع مصر أو غيرها من الدول بناءً على المصلحة المتبادلة وحجم الاستفادة التي تستطيع تقديمها للولايات المتحدة، وأنه بدأ بالفعل في إعادة مصر إلى علاقتها المميزة سابقاً مع أمريكا.