هل عام 2017 فرصة لاستثمار الأسهم الأمريكية؟

1481

بعد نهاية سنة 2016 التي بدأت بواحدة من أسوء البدايات للسوق منذ أعوام وانتهت بصعود وانتعاش قوي، تأتي سنة 2017 بالعديد من التوقعات بالنسبة لسوق الأسهم والشركات الكبرى ومؤشرات تلك الأسواق.

العديد من الشركات الكبرى استطاعت في نهاية السنة العودة إلى أرقامها الطبيعية وتحقيق انتعاش كبير في العوائد والأرباح، وبعض الخبراء يعتبرون أن الانتعاش سيستمر في 2017 فيما يعتبر آخرون أنه سيواجه تباطؤاً، وبطبيعة الحال فهناك رابحون وخاسرون في السوق.

مؤشر S&P 500 والذي يمثل مجموعة من أكبر الشركات في أمريكا كان وصل في 16 ديسمبر سنة 2015 إلى 2.178 نقطة بحسب موقع بلومبيرغ، فيما وصل في 16 ديسمبر سنة 2016 إلى 2.258 بنمو يصل إلى 10.5% وبتفوق على أكثر التوقعات تفاؤلاً.

في الولايات المتحدة أسعار الأسهم ستعتمد بشكل كبير على الإجراءات التي ستتخذها إدارة الرئيس الجديد دونالد ترامب، ويتوقع أن يحقق الاقتصاد الأمريكي نمواً بنسبة 2.3% مقابل 1.5% في عام 2016، والنمو له تأثير إيجابي فهو يزيد أرباح الشركات وبالتالي له أثر إيجابي على أسعار الأسهم.

“السوق يشهد منذ فترة انتعاشاً كبيراً وصل إلى أرقام قياسية بفضل التصريحات التي أصدرها ترامب وفريقه، والانتعاش فاجئ العديد من المحللين الاقتصاديين الذين سبق وتوقعوا أن يكون تعامل ترامب مختلفاً وأن تكون تأثيراته سلبية جداً”. إلا أننا قد تحدثنا سابقًا عن الأسهم الامريكية التي يجب عليك شرائها في عهد الرئيس المنتظر.

كيف ستكون الأسهم الأمريكية في العهد الجديد؟

قطاع الأسلحة والدفاع ربما سيكون الرابح الأكبر من سياسات الإدارة الجديدة، فرغبة ترامب بدعم المؤسسة العسكرية من جديد ستسهم في زيادة أرباح الشركات المتخصصة في الأسلحة والدفاع ودعم أسهمها نحو الأمام.

صندوق الاستثمار القابل للتداول ” PowerShares Aerospace & Defence ” والذي يحوي سلة من الأسهم الامريكية المتخصصة في الطيران والصناعات العسكرية قد يصبح محط الأنظار بالنسبة للعديد من المستثمرين، خاصة أن نفقات / تكاليف الاستثمار سنويًا تبلغ 0.64% أي ما يعادل 64 دولار لكل 10 آلاف دولار يتم استثمارها.

كيف ستكون الأسهم الأمريكية في العهد الجديد

من جانبه قطاع الطاقة وخصوصاً شركات الوقود واستخراج النفط ستكون مفضلة بالنسبة للإدارة الجديدة، ولكن ذلك سيكون له تأثير مزدوج فمن جهة تأييد الإدارة لشركات النفط والوقود سيعني المزيد من استخراج النفط وهو ما سيعني من جهة أخرى زيادة المعروض في سوق النفط وانخفاض أسعار النفط لأقل من مستوياتها الحالية المنخفضة أصلاً بحسب بعض خبراء الطاقة.

شركات البناء والبنية التحتية سيكون لها دور كبير في المرحلة القادمة وسترتفع أسهمها بالتأكيد بفضل النمو المتوقع في تطوير قطاع البنية التحتية، ومنذ انتهاء الانتخابات حققت شركات مثل Caterpillar و U.S. Steel ارتفاعاُ في أسهمها ويتوقع أن يستمر ذلك الارتفاع في السنة القادمة.

تكنولوجيا أكثر تجددًا

لا يوجد قطاع في عالمنا اليوم يمكنه أن يكون أكثر سرعة في التغير وأكثر عرضةً لتوقعات التغييرات والتقلبات الكبيرة أكثر من قطاع التكنولوجيا، وسنة 2016 كانت سنة كبيرة لشركات التكنولوجيا ويبدو أن سنة 2017 ستحمل العديد من التغيرات التي ستؤثر على أسهم تلك الشركات.

الشركتان العملاقتان في صناعة الهواتف الذكية آبل وسامسونغ قدمتا في 2016 العديد من التحسينات التدريجية في هواتفهما الذكية مع إطلاق هواتف آيفون 7 وجالاكسي  إس 7، ومن المتوقع أن تشهد سنة 2017 تغييرات أكبر.

شركة آبل تعمل بحسب الكثير من الشائعات على أن يحوي جهاز آيفون القادم ميزة الرؤية Edge-to-Edge والتي تمنح رؤية واضحة للشاشة من كل الجهات، إضافة لوضع ميزة الشحن اللاسلكي عن بعد في هاتفها القادم، فيما تسعى سامسونغ بالإضافة لوضع ميزة الرؤية التي ستزودها آبل إلى إنتاج هواتف بشاشة قابلة للطي.

تكنولوجيا أكثر تجددًا

تطوير عتاد الهواتف المحمولة سيكون له دور في دفع أسهم شركات الهواتف الذكية للأمام ولو لوقت قصير، حيث تتوقع إحصاءات مؤسسة IDC أن تحقق شحنات الهواتف الذكية نمواً بنسبة 0.6% فقط لتصل إلى 1.45 مليار دولار.

فيما يبدو أن شركتي تويتر و GoPro في طريقهما ليتم الاستحواذ عليهما من شركات أكبر، فالمصاعب التي واجهتها الشركتان أدت إلى تململ كبير بين المستثمرين والرغبة في صفقة استحواذ تنتشلهما من المشاكل الكبيرة.

تويتر بالذات ما زالت تمتلك قاعدة كبيرة من المستخدمين الأوفياء إضافة للشركات الكبيرة التي تستخدم مواقعها وخدماتها، وهي تحمل توقعات جيدة للمستقبل إذا ما وجدت شركة تعرف كيف تديرها وتحسن من وضع أسهمها، وبحسب العديد من الخبراء الماليين فإن البيع سيتم غالباً هذه السنة وبسعر أقل مما تستحقه الشركة.

شركة جوجل من ناحيتها ستشهد منافسة كبيرة من موقع فيسبوك في مجال الإعلانات الإلكترونية، فبعد أن حققت جوجل مرابح كبيرة من إعلانات محرك البحث وموقع يوتيوب في 2016، يبدو أنها ستواجه منافسة شديدة من إعلانات فيسبوك التي أدرجها في الموقع بشكل أكثر تحقيقاً للربح.

رغم ذلك فإن جوجل وإعلاناتها عبر محرك البحث وغيره ما زالت أداة أساسية في ذلك المجال وقوية بشكل كبير، لكن ذلك لا يمنع من أن النمو في مجال الإعلانات بالنسبة للشركة سينخفض بشكل ملحوظ عن معدل 30% الذي حققه مع دخول فيسبوك بقوة على الخط.

DES-152_AL_AR_GlobalGas_VPR_970x90

سنة 2017 ستشهد حدثاً مهماً جداً وهو قيام العديد من الشركات باستعادة العائدات الأجنبية من شركاتها الفرعية خارج أمريكا، خصوصاً بعد حديث إدارة الرئيس الجديد ترامب عم تخفيض الضرائب لهذه الأموال من 35% إلى 10% وهو ما قدم فرصة كبيرة للعديد من شركات التكنولوجيا.

الأموال التي سيتم إعادتها إلى أمريكا ستكون ضخمة جداً وتصل إلى 523 مليار دولار من أرباح الشركات الفرعية خارج أمريكا، والاستفادة من هذه العملية ستشمل الشركات العشرة الأكبر في قطاع التكنولوجيا وأبرزها آبل التي تملك حوالي 90% من استثماراتها خارج أمريكا بحسب خبراء ماليين.

كذلك شركات مايكروسفت و Cisco Systems و Intel كلها ستستفيد من تلك العملية، وهو ما سينعكس بأثر إيجابي كبير على النمو في تلك الشركات وبالتالي على أسعار أسهمها التي قد تشهد صعوداً لافتاً في السنة القادمة 2017.

Previous articleالسويد أول بلد تتجه نحو إنهاء التعامل النقدي
Next articleعام جديد! اليك كيفية تغيير العمل الوظيفي بنجاح؟