يترقب العالم في الأيام المقبلة الاكتتاب التاريخي لعملاق النفط، أرامكو السعودية. ويجري الحديث حول القيمة العادلة للشركة لتوقع قيمة أسهمها مع الاكتتاب، إلا أن تباين التقديرات حول القيمة السوقية العادلة للشركة يحول دون ذلك حتى الآن وتشير التقديرات أن قيمة أرامكو ستنافس أبل ومايكروسوفت أكبر الشركات قيمة بالعالم.
عبر هذا المقال سنستعرض التقديرات المختلفة لقيمة أرامكو، كما نوضح الأسباب التي تجعل من هذا الاكتتاب تاريخيًا.
تحديد قيمة أرامكو السوقية لتنافس أبل
في مطلع العام 2016، قام ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان بتحديد تقييم لشركة أرامكو وصلت قيمته إلى 2 تريليون دولار. لكن مع إعطائه الضوء الأخضر لعملية طرح أرامكو للاكتتاب، ذكرت وكالة بلومبيرغ أن السعودية أصبحت أكثر انفتاحًا نحو تقييم أقل لقيمة أرامكو. وبالفعل، شرع المصرفيون والمسئولون داخل أرامكو ببحث القيمة السوقية المتوقعة للشركة متوصلين إلى قيمة تبلغ 1.5 تريليون دولار وهو التقدير الداخلي لقيمة الشركة حتى الآن. فيما يقول الاقتصاديون الأكثر تحفظًا بأن قيمة الشركة تبلغ تريليونًا واحدًا فقط.
أرامكو في صراع مع أبل ومايكروسوفت
بطرح الشركة للاكتتاب عزز ذلك من صراع الصدارة بين أرامكو، أبل، ومايكروسوفت على عرش الشركة الأكثر قيمة بالعالم. حيث حلت أرامكو في صدارة الترتيب أكتوبر الماضي متفوقة على أبل ومايكروسوفت وسط مراقبة أمازون التي تقترب هي الأخرى من هذا التنافس.
كانت قيمة أبل قد تزايدت بشكل مطرد بعد الطلب المتزايد على سلسلة هواتفها الجديدة آيفون 11 وهو ما جعل قيمتها السوقية تكسر حاجر التريليون وتصل إلى 1.07 تريليون دولار. فقط أبل ومايكروسوفت هما من استطاعا كسر هذا الحاجز التريليوني حتى الآن بجانب أرامكو التي ستتصدر القائمة حتى وإن أصبحت قيمتها قرب التريليون دولار في أكثر الأحوال تحفظًا فستظل قيمتها السوقية أعلى من كليهما.
لماذا #أرامكو؟ pic.twitter.com/plcBfspnzB
— مشاريع السعودية (@SaudiProject) December 11, 2019
لماذا يعتبر اكتتاب أرامكو تاريخيًا؟
لسنوات طويلة كانت قيمة أرامكو وإمكانية طرحها للاكتتاب غير ممكنة وغير مطروحة، إلا أنه وفي ظل خطة السعودية المعروفة باسم “رؤية 2030” والتي تهدف لإعادة هيكلة الاقتصاد السعودي وتنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على الدخل النفطي وكذلك تشجيع السعوديين على العمل في كافة المجالات المختلفة صار الحديث عن اكتتاب أرامكو ممكنًا ومطروحًا.
كما تعتبر مكانة أرامكو فريدة وذات أهمية استراتيجة تكاد تكون لا مثيل لها، فالشركة تقوم بإدارة احتياطي نفطي يقدر بـ أكثر من 265 مليار برميل أي ما يعادل 15 % من الاحتياطي العالمي، واحتياطي من الغاز يبلغ 288 تريليون قدم مكعب.
التوقعات حول سعر سهم أرامكو
يترقب الإعلان عن السعر المبدأي للاكتتاب والذي سيعلن الأحد 17 سبتمبر، إلا أن التكهنات تضعنا أمام نطاق سعري وفق القيمة التقديرية للشركة، يتراوح هذا النطاق بين 5 دولار إلى 10 دولار للسهم الواحد.
بحيث تبلغ قيمة سهم أرامكو 10 دولار إذا قدرت القيمة السوقية بـ 2 تريليون دولار، أو تبلغ 8.7 دولار إذا قيمت الشركة بـ 1.7 تريليون دولار، وربما يكون سعر سهم أرامكو 7.5 دولار في حالة الشركة عند 1.5 تريليون دولار، وأكثر الاحتمالات تحفظًا ستكون عن 5 دولار للسهم إذا كانت القيمة السوقية للشركة تريليون دولار واحد.
هل يشكل الاستثمار في أرامكو خطورة؟
أصدرت أرامكو نشرة الإصدار الخاصة بالاكتتاب، ووفقًا لسياسات الإفصاح والتي سيجب أن تتبعها الشركة بشكل تام بعد إعلان اكتتابها للحفاظ على حقوق حملة الأسهم، فقد عرضت أرامكو خلال نشرتها أهم المخاطر التي يجب أن تتوقعها باستثمارك في أسهم الشركة، ومنها:
– الاعتماد الكبير على التصدير للسوق الآسيوي
– الدعاوى القضائية التي قد تواجهها الشركة.
– التوترات الجيوسياسية وإمكانية التعرض لهجمات إرهابية.
– حق الحكومة في تحديد سقف الإنتاج النفطي.
– المخاطر المتعلقة بالتغير المناخي وبالتالي تراجع الطلب.
– مؤثرات العرض والطلب العالمية وأسعار البيع.
– المنافسة المحتدمة بالسوق.
!هل ستقوم بالمشاركة في اكتتاب أرامكو؟ أو تتابع الاكتتاب بشكل مستمر؟ شاركنا بتوقعاتك حوله إذن.