سهم أرامكو ، بين شائعات المتحفظين وترقب الأرباح السنوية الأولى ما بعد الاكتتاب

687

أنهى مؤشر السوق السعودي جلسة أمس الأربعاء على ارتفاع بنسبة 1.4 % عند 7968 نقطة (+ 109 نقاط)، وسط تداولات بلغت قيمتها الإجمالية نحو 2.8 مليار ريال، وارتفع سهم أرامكو السعودية أمس الأربعاء بنحو 0.60% عند 33.40 ريال للسهم،
وشهدت الجلسة ارتفاعًا لأغلب الأسهم المتداولة، تقدمها سهم “سابك” بنحو 3 % عند 82.90 ريال،
وارتفع سهم “مصرف الراجحي” بأكثر من 1 % عند 64.90 ريال.

وقد استغل البعض الهبوط المتواصل لـ سهم أرامكو في الأسبوع الماضي ليطلقوا موجة تحذير للسعوديين من الوقوع في فخ الروس.
فما الذي حدث في روسيا؟ وهل يتكرر السيناريو مع أرامكو؟

ماذا حدث في روسيا؟

في روسيا، كان هناك ما سمي بـ “الاكتتاب العام” لمصرف يسمى “في تي بي” عام 2007، وكما حدث مع أرامكو السعودية،
فإن الأسواق الأجنبية تعاملت مع مستقبل هذا الاكتتاب ومع المبلغ الذي طلبه هذا المصرف الروسي الضخم بتشكك،
ما دفعه للجوء إلى المواطنين الروس من أجل الأموال.

اندفع المواطنون الروس بكل حماس ونشوة، كما حدث في السعودية، ولا عجب، فهو أكبر المصارف الروسية،
وكانت سوق الأسهم ترتفع باستمرار، كما أن ملكيته تعود للحكومة، ما يعني أنه محصن ضد الإفلاس بحكم التعريف.
وعلى الفور تراصت الطوابير الطويلة أمام نقاط بيع أسهم المصرف لشرائها.

تم بيع مليار ونصف المليار سهم تمثل 22.5% من رأس مال المصرف، وتمكن البنك من الحصول على 8 مليارات دولار، بينما كانت الرسملة المصرفية له في ذلك الوقت تبلغ 35.5 مليار دولار.

انتهت عملية البيع، وفي 17 مايو عام 2007، بدأت المضاربات بسعر ابتدائي 13.6 كوبييك للسهم الواحد،
لكن سعر السهم بدأ في الهبوط حتى وصل عام 2009 إلى 2 كوبييك للسهم الواحد،
وبحلول عام 2017 فقد المستثمرون على المدى الطويل 50% مما أودعوه في أسهم مصرف “في تي بي”،
وذلك مع الأخذ في الاعتبار أن المصرف أجرى عام 2012 عملية شراء واسعة لأسهم مستثمري “الاكتتاب العام” بسعرها الأصلي،
تجنبا للغضب الشعبي. في نهاية المطاف تعيّن على الحكومة إنقاذ المصرف، واشترت جزءا من أسهمه، وخسرت الموازنة الحكومية.

هل سهم في تي بي يوازي سهم أرامكو؟

نعتقد أن سهم أرامكو بالطبع لا توازي “في تي بي” فحتى إن تشابه سيناريو حدث الإكتتاب فإن الظروف غير متشابهة تماما،
فبعد إعلان البنك لعملية الإكتتاب، شهد العالم أزمة إقتصادية شديدة أعلنت على إثرها كثير من البنوك إفلاسها، وإذا نظرنا إلى الظروف الحالية فسوف نجد أن الإقتصاد العالمي يشهد أزمة شديدة بسبب تفشي فيروس كورونا الذي هوى بأسعار النفط، ورغم ذلك لم يفشل الإكتتاب حتى الآن،

علاوة على كثير من المزايا التي تدعم أرامكو ومنها:

  • أن التراجعات التي يشهدها السوق حاليا مبررة، في ظل التوترات العالمية المتعلقة بفيروس كورونا وتأثيره على الاقتصاد العالمي،
    وقبل هذه الأزمات كان سهم أرامكو في استقرار.
  • أسهم أرامكو تعتبر استثمار طويل المدى وادخار استراتيجي حقيقي، فهم يخططون للاحتفاظ بالأسهم التي سيشترونها لأطول فترة ممكنة.
    لأنهم بكل بساطة يدركون أن إيرادات الشركة وأسهمها ستصل لأرقام قياسية عند إصدار النتائج المالية للشركة في كل ربع موسم مثلاً
  • إن الشركة تضمن توزيع أرباح سنوية للمساهمين بما لا يقل عن 75 مليار دولار حتى عام 2024.
    وبحسب كبار المحللين فإن هذه المبالغ قد تكون أكبر لأن أرامكو تضع نفسها على أنها الشركة الأكثر ربحيةً في العالم،
  • تنتج شركة أرامكو حالياً 10 مليون برميل يومياً أي ما يعادل 10% من الطلب العالمي على النفط الخام،
    وبالتالي فهي تستثمر في مادة خام أساسية لن يستطيع العالم الإستغناء عنها.
  • إن إنخفاض أسعار النفط لا تظل على وتيرة واحدة، وبالتالي فإنها ستعاود الإرتفاع بعد إنحسار فيروس كورونا.
  • إن أرامكو لديها القدرة الدائمة في الحفاظ على توزيعات أرباح مرتفعة مهما تراجعت أسعار النفط.

لذا نتوقع أن يستقر سعر سهم أرامكو في المستقبل بعد أن تهدأ عواصف الأزمات الحالية.

منذ طرح سهم أرامكو للتداول، إعلان أرباح أرامكو للمرة الأولى قريبًا

 قالت أرامكو السعودية في موقعها على الإنترنت إنها ستعلن نتائج العام 2019 بأكمله في 16 مارس،
وهو ما سيكون أول نتائج مالية لعملاق النفط بعد طرح الشركة للاكتتاب العام في ديسمبر، وفقا لـ”رويترز”.

DES-152_AL_AR_GlobalGas_VPR_970x90

وجمعت أرامكو 29.4 مليار دولار في طرحها العام الأولي الذي حطم الأرقام القياسية، ويعد أكبر طرح عام أولي بتاريخ بورصات العالم.

وكانت شركة الراجحي المالية، توقعت في تقرير صدر عنها في 20 يناير من العام الحالي، أن تبلغ توزيعات أرباح “أرامكو” السعودية 80 مليار دولار هذا العام، ما يقيم الشركة عند 2 تريليون دولار.

وأضافت الشركة أنه من المتوقع أن تتراوح عائدات توزيعات الأرباح ما بين 3.6% و4.6%.

Previous articleأبل تعترف بخسائر كبرى بسبب فيروس كورونا .. فماذا حدث؟
Next articleالطاقة ، أزمة الحاضر والمستقبل .. كيف تستعد دول الخليج؟