بعد هبوط حاد في أسعار النفط بدأ في سبتمبر العام الماضي 2018، عادت أسعار النفط لترتفع من جديد بدءاً من ديسمبر في نهاية السنة الماضية وحتى يومنا هذا، حيث وصل سعر برميل النفط إلى فوق 65 دولار للبرميل بعد أن كان قد هبط إلى مستوى 42 تقريباً، وتتعرض سوق النفط حالياً للعديد من التغيرات منها خروج العرض الفنزويلي وفرض العقوبات الاقتصادي على إيران من قبل الولايات المتحدة.
ترامب يطالب بتخفيض أسعار النفط
وكان ترامب قد تحدث كثيراً عن أن أسعار النفط مرتفعة للغاية وحث أوبك على تخفيض الأسعار وحضها على تخفيف التكاليف كذلك، وقد تبع تصريحات ترامب الأخيرة انخفاض أسعار النفط في يوم الجمعة الماضي عن مستوياتها العليا في هذه السنة عند 65 دولار للبرميل، وكذلك انخفض سعر نفط برنت من 75 دولار للبرميل لأول مرة في هذه السنة بعد أن أوقفت عدة بلدان استيراد النفط من روسيا.
ارتفاعات حادة قد تنتظر سوق النفط
وبرغم هذا الهبوط الذي تبعه فترة صعودية منذ بداية العام، فإن سوق النفط قد يتعرض لارتفاعات حادة نتيجة التطورات الجيوسياسية المقبلة، وأهمها إزالة الإعفاءات على مستوردي النفط من إيران، ومن الدول المستوردة التايوان والصين وتركيا وكوريا الجنوبية والهند واليونان، و بإزالة الإعفاءات تهدف واشنطن إلى زيادة الضغط على ايران بعد الانسحاب من الاتفاق النووي في وقت سابق.
وبالإضافة إلى العرض الإيراني فقد تتأثر سوق النفط بانقطاع العرض من فنزويلا ورفع درجة العقوبات على نظام مادورد من قبل الولايات المتحدة، ومن المتوقع أيضاً أن تستمر حالة عدم الاستقرار في ليبيا مما قد ينعكس على العرض الليبي، وكل هذه هي عوامل ستدفع الأسعار باتجاه الصعود بطبيعة الحال.
السعودية ستزيد عرضها من النفط لتسد النقص
ولكن خروج هؤلاء اللاعبين لا يعني أن عرض النفط سينخفض، وإنما من المتوقع أن تأتي السعودية لتعوض النقص من خلال أخذ الحصة السوقية لإيران وغيرها من المصدرين الأساسيين للنفط، والسعودية هي حليفة الولايات المتحدة وهذه التطورات تخدم مصالح الطرفين.
وبرغم قول ترامب أن السعودية وغيرها من المصدرين مستعدون لزيادة التدفقات النفطية فإن هذا قد لا يكفي لتخفيض أسعار النفط، وترى العديد من المؤسسات المالية أن سوق النفط قد تشهد ارتفاعاً شديداً في الأسعار لدرجة أن ذلك قد يجبر الولايات المتحدة على إعادة النظر في استراتيجيتها.

أسعار النفط تستعيد خسائرها في العام الماضي
وقد استعادت أسعار النفط منذ بداية العام ما يزيد عن 61 بالمئة من خسائرها في الربع الرابع من العام الماضي، إلا أن المصدرين الأساسيين كالسعودية بحاجة للمزيد من الارتفاع في الأسعار (ربما فوق 80 دولار للبرميل) لتحقيق أهداف الانفاق ، وفي هذا لا تتوافق مصلحة السعودية مع مصلحة الولايات المتحدة، وكان خالد الفالح وزير الطاقة السعودية قد علق بأن عملية زيادة العرض من السعودية لن تكون فورية بعد إزالة الإعفاءات، وربما ستزيد السعودية العرض تدريجياً لتجنب حدوث انخفاض في الأسعار نتيجة زيادة المعروض مرة واحدة.
رفع الإعفاءات قد يؤدي لزيادة التوترات في الشرق الأوسط
وستزيل واشنطن الإعفاءات عن مستوردي النفط من إيران خلال الأسبوع الحالي وقالت إيران بأن هذا لن يحصل دون رد، ومن المتوقع أن تزداد التوترات في المنطقة مع هذه الإجراءات من الولايات المتحدة، ويصعب التنبؤ بالتطورات المستقبلية بعد هذه الإجراءات.